تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (725)
بقلم / جمال متولى الجمل

تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (725)
بقلم : جمال متولى الجمل
دروس من سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل .
في هذه السرية دروسا وإفادات عِدة منها :
1- جميل تواضع النبي صلى الله عليه واله وسلم ، وكيف أجلس أمامه عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وأخذ عمامته واعاد لفها بيده الشريفة ويهندمها له ، وهذا مع جميل تواضعه ايضا يظهر مدي تلطفه صلى الله عليه واله وسلم بأصحابه.
2 – رحمة النبي صلى الله عليه واله وسلم بأهل الكفر تظهر وتتكرر في وصاياه الإسلامية الإنسانية الرفيعة ومنها وصيته لعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قائد السرية ” .. لا تغل ،( وهو عدم اخذ مالا حق له فيه ) ولا تغدر ( وأن يفي بالعهد والوعد ولا يتجاوزه ولو مع الكفار ) ، ولا تقتل وليدا ( وان لا يتعرض بالقتل او الايذاء او للأطفال خصوصا وعموم الضعفاء ) ” .
3- الصبر الجميل من عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وحرصه على دعوة القبيلة واستجابتهم لدعوة التوحيد وإخراجهم من ظلام الشِرك والتنّصر ، فصبر ثلاثة أيام عليهم حتي استجابوا وأسلموا، ولو كان تعجل بعد رفضهم للدعوة وإعلانهم رفضهم للدعوة واستعدادهم للقتال لحرمهم من فضل ونعيم الإسلام ، وخاصة أنّ السرية كانت دعوية في المقام الأول .
4 – حكم لبس العمامة عموما أو بصفة أو هيئة خاصة :
الراجح من أقوال أهل العِلم أن لبس العمامة عموما من العادات وليست من العبادات وبذلك لا يُنكر على من لا يرتديها .
ولكن : أيضا من لبس العمامة من باب الإقتداء برسول الله صلى الله عليه واله وسلم – حيث كانت من هيئة لباسه – فهو مثاب ومأجور – بإذن الله وفضله – من باب حرصه على الإقتداء فبعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحرصون على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه واله وسلم في العادات مثل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وغيره كانوا يتركون أزرار ثيابهم مفتوحة كما كان يتركها صلى الله عليه واله وسلم ، ويمشون في طرق مشي فيها ، ويحبون بعضا من الاطعمة لمجرد أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يحبها فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه رأي النبي صلى الله عليه واله وسلم يتتبع الدُّبَّاء ( طعام القرع ) في القصعة، قال: (فما زلت أحبها منذ أن رأيته يتتبعها” .
وبذلك فمن لا يلتزم بالعمامة أو غِطاء الرأس أيضا لا يُنكِر علي من يلبسها اقتداءً .
▪︎ وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في حكم ستر الرأس بالعمامة وغيرها ومافي معناها: لبس العمامة ليس من السنن لا المؤكدة ولا غير المؤكدة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يلبسها اتباعا للعادة التي كان الناس عليها في ذلك الزمن، ولهذا لم يأت حرف واحد من السنة يأمر بها فهي من الأمور العادية التي إن اعتادها الناس فليلبسها الإنسان لئلا يخرج عن عادة الناس فيكون لباسه شهرة، وإن لم يعتدها الناس فلا يلبسها هذا هو القول الراجح في العمامة.
▪︎ وقال رحمه الله تعالى وغيره أنّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يلبس العمامة وكذلك يلبس الازار والرداء ، فمن يري سنية العمامة فعليه أيضا ان يقول بسنية الرداء والإزار – وهذا لم يقل به أحد من اهل العلم ، والله أعلى وأعلم .
وصلى الله تعالى وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله وصحبه
بإذن الله تعالى نلتقي في الحلقة القادمة
_________________