عن تهنئة الأقباط بأعيادهم

بقلم / جمال متولى الجمل

عن تهنئة الأقباط بأعيادهم

يكثر السؤال عن رأيي في تهنئة الاخوة الاقباط بأعيادهم ورأيي كالتالى :
*الاخوة الاقباط شركاء وطننا – لهم منا كل ما للمسلمين من مشاركات اجتماعية وانسانية وحضور وتهنئة مناسباتهم السعيدة المختلفة الاجتماعية ومواساتهم في مناسباتهم التي تحتاج الى مساندة ومواساة بكل صدق.
ولهم منا كافة أشكال الوصل الاجتماعي دون استثناء افراحاً وأتراحاً ( لاقدر الله )

*- لكن حتي نكون صرحاء وصادقين
معلوم أنى كمسلم والأخ القبطي ، لا نصلح ولن يصلح ولن يصح ان نصلى سويا ، ولا يصح أن نصوم قربة لله تعالى سويا لا بصيامنا ولا بصيامهم .. وهذه عبادات ..

*- فقطعا الأمر في العقيدة أشد دون ريب ، فهو لن يُقر بتوحيدي الإلهي الذي اعتقده، وانا لا أقره بتثليثه حتي وإن انتهي في تسميته واعتقاده توحيداً كما يقول ولن اهنئه به ..
حيث أن عيد الميلاد في عقيدتهم يُقصد به لديه ميلاد الإله ابن الرب أو الإله المتجسد .. وكذلك عيد القيامة ، يقصد به قيامة الإله الابن أو الإله المتجسد من بعد صلبه.
هذه اعتقادات انا كمسلم لا اقرها .. وأخي القبطي يعلم اني لا اقرها .. فكيف يكون بها تهنئة وإعلان سرور وزهو بالنسبة لى وفي قرارة نفسي ويقيني وإيماني أنبذها ولا إسم او صفة عندي سوي أنها م
كُفر .. هذا اولا .

*- ثانيا : إن القبطي المصري لا يحتاج إلى تهنئتي بعقائده التي لا اقرها ، كما أنه لايؤمن ولا يُقر بتوحيدي لله جل جلاله الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يُقر بنبوة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
بل لا يؤمن ولا يُقر بأن سيدنا عيسي بن مريم عليه السلام نفسه نبياً أو رسولاً !!

هذا اليقين والإيمان لا يمنع أني أكن له في قلبي الاحترام الإنساني وعدم انتهاك حقوقه أو الإعتداء على اختياراته .

**- ونحن سويا في حاجة إلى أن نثق أننا نساعد ونعين بعضنا عند الحاجة ونحن سويا في حاجة أن نثق انه لن ينال طرفا منا اذىً من الاخر ..
وأنا معه عند حاجته لى وهو معي عند حاجتي له ..هذا ما نحتاجه في العلاقة وهذا هو الإسلام وشريعته الحقة في ضبط علاقتنا ولا خلاف في ذلك .

*- هذه حقيقة شريعتنا بعيداً عن المزايدات ( والتبويسات ) التى لاتكون إلا أمام الكاميرات والشاشات .
وهذه ليست الوحدة الوطنية المزعومة !!

يمكنني الادعاء بالقول : نهني لفظاً ومن طرف اللسان الاخوة الاقباط بكل اعيادهم ومناسباتهم العقدية والاجتماعية ..
وفي قرارة نفسي لو اتيحت ( لا قدر الله ) لى فرصة اذاه لآذيته .. وأنني انتظر الفرصة لأنقض عليه – عياذا بالله .
أليس هذا نفاقاً دينياً وتمثيل وطني .
هل هو يريد مني ذلك ؟ قطعا لا يريده ولا يحبه مني ، وانا يستحيل اتعامل معاملة اا أعتقدها ولا أرتضيها لا لنفسي ولا لشركاء وطني .

*- معلوم أن الطوائف القبطية نفسها بينها ما بينها من تباين في العقائد ، وأن بعض كنائسهم تحرم من يختلط منها دينيا بطائفة أو كنيسة مخالفة لها !!
فلماذا نضع رؤسنا في الرمال ونتكلم أو نعلن أمورا تختلف كليا عما في القلوب .

*- نحن واخواننا(1) الاقباط في حاجة لعلاقة طيبة صادقة خالية من الخداع والنفاق لا تعتمد على المجاملة الشكلية ويتناقض فيها اللسان مع مكنون القلب والنفس، تعتمد على الإحترام الحقيقي والعلاقة بالمعروف ، وأن لهم الحقوق والواجبات الدستورية دون إنتقاص …
وأن علاقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بأهل الكتاب فى المدينة كتبها وضمنها دستوره الأول في وثيقة المدينة ولم يخترق المسلمون حقوق وواجبات هذا الدستور إلا بعد إنحراف يهود المدينة له (*).

————
(1) يعترض على ذكر هذا التعبير ( الاخوة الاقباط ) مع ان الله تعالى قال عن بعض الأنبياء انهم أخوة لأهلهم وذويهم الكفار باعتبار النسب والقرابة او البيئة الجغرافية ( الوطن) والاجتماعية ، قال الله تعالى : { وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} 21 الاحقاف .
(*) إعادة نشر مع تصرف يسير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى