حكم الرهان على توقع نتيجة المباريات

بقلم / جمال متولى الجمل

حكم الرهان على توقع نتيجة المباريات .

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله واله وصحبه .. وبعد .
فإن هذه الممارسة من كبائر الذنوب والأثام ، ومن المحرمات التي انتشرت تحت دعاوي كسب الأموال ، وقد ترتب عليها الكثير من الخراب في البيوت والانهيار للكثير من الشباب الذي يمارس هذا القمار ، وترتب عليها مفاسد عظام .

وقد جاء في فتاوى الأزهر الشريف :
القمار حرام بقوله تعالى {‏ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر اللّه وعن الصلاة فهل أنتم منتهون }‏ المائدة ‏90 ، ‏91 .

الميسر القمار. فكل ما كان قمارا فهو ميسر محرم بالآية الكريمة إلا ما رخص فيه بدليل آخر كما سيأتي ومحرم أيضا بقوله تعالى {‏ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن اللّه كان بكم رحيما .‏ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على اللّه يسيرا }‏ النساء ‏29 ، ‏30 ، وبقوله تعالى {‏ ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون }‏ البقرة ‏188 .

ومن أوجه أخذ المال بالباطل : أخذه برضا صاحبه من جهة محظورة شرعاً نحو القمار والربا، وقد أجمع المسلمون على حرمة القمار .‏

هذا ولا نعلم خلافا في أن ما كان على سبيل المخاطرة ( المراهنة) بين شخصين بحيث يغنم ( يأخذ ويتحصل ) كل ما كان فيه تعليق المال على الخطر ( الرهان ) فهو من القمار .‏

وللعلامة الجصاص في كتابه -‏ أحكام القرآن -‏ كلام قيّم في تفسير قوله تعالى {‏ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما }‏ البقرة ‏219 ، وعند الكلام على قوله تعالى {‏ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }‏ .
قال الجصاص : ولا خلاف في حظر القمار إلا ما رخص فيه من الرهان في السبق في الدواب والإبل والنصال ( السهام ) وذلك للحديث الصحيح
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” لَا سَبَقَ ( وهو الرهان ) إِلَّا فِي نَصْلٍ ( سهم ) أَوْ خُفٍّ ( الإبل – الجمل ) أَوْ حَافِرٍ ( الفرس) “.صحيح سنن أبي داود .

وحكمة مشروعية هذا الإذن حثّ شباب الأمة على أدوات ووسائل الجهاد في سبيل الله تعالى وإعلاء كلمة الإسلام ، ومنها أُبيح المسابقات في القرآن الكريم والعلوم الشرعية وما شابه ذلك لإعلاء راية الأمة .

ومنه يعلم أن الرهان المعروف حالياً سواء كان على الإنترنت أو في الواقع بدفع أموال من الجماهير مقابل توقع النتيجة من المتسابقين هو من القمار المحرم شرعا الذي ليس هناك نصوص تبيحه .

وليحذر شباب الأمة من هذا الإثم الكبير الذي
ترتب عليه من المفاسد العظيمة التي نشاهدها كل يوم .‏

وقد أفضى إلى ضياع أموال كثيرة من المتراهنين وخراب بيوت لأسر كريمة، كما حمل الكثير من المقامرين على ارتكاب شتى الجرائم من السرقة ، وهروب الشباب من أهليهم ودورهم لتراكم الديون نتيجة لهذا الرهان ( القمار ) .

ووصل الأمر الى انتحار البعض وهذا كله نتيجة طبيعية للمارسة الميسر والقمار .
نسأل الله تعالى أن يحفظ على الأمة شبابها وان ينزع الحرام كله من قلوبهم … اللهم امين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى