تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (690)

بقلم : جمال متولى الجمل

تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (690)

غزوة بني قريظة (35)

تفنيد الشبهات المُثارة حول غزوة بني قريظة (7) .

بطلان قصة سبي ريحانة القُرظية (2)

**- اما كثرة العدد و محال تواطاهم على الكذب و توافقهم فهذا غير قائم اذ ان وجود الزيادة و النقص في القصة حاصل و برهانه التضارب الشديد في متون الرواية فقد اختلف في زواجها من عدمه و في تطليقها من عدمه و في نسبها و في منزل سكنها في المدينة !!!!
وكذلك افادة العلم لسامعه و اي فائدة ان كان مدعي مدعي السماع كذابا و ضاعا و خمسة من الطرق الثمانية فيها من رمي بالكذب و الوضع !!
وصدق ابن حجر رحمه الله حينما وصف ما خالف هذه الشروط انه يحكم عليه بالشهرة دون التواتر و هذا الحاصل هنا في هذه القصة

ثانيها : اما قرينة الحديث فلا دلالة ايضا لانه لم يقع التصريح باسمها و تفسير الفرق في لفظ الرواية بين الاحدى عشر و التسعة بمارية وريحانة هو تكلف و اجتهاد لان الامر قد ينطبق مثلا على ام المؤمنين زينب بنت خزيمة رضي الله عنها وعلى مارية رضي الله عنها.
فان قيل ان زينب ام المؤمنين رضي الله عنها توفيت قبل جَمْعَهُ بِتِسع زوجات قلنا قد ينطبق الامر على مارية رضي الله عنها و على جارية اخرى غير مسماة و قد ذكر ابو عبيدة معمر بن المثنى ما يوحي بمثل هذا :
(قال أبو عبيدة : وهن أربع : مارية القبطية ، وريحانة ، وجميلة أصابها في السبي فكادت نساؤه خفن أن تغلبهن عليه ، وكانت له جارية أخرى نفيسة وهبتها له زينب بنت جحش).

فان قال احد :
فما اسم هذه الجميلة و من هي و الا يعارض هذا ما ذكره ابن حجر رحمه الله ؟!
قلنا : رمتني بدائها و انسلت
بنفس القاعدة نقول من هن الاثنتان في الحديث ؟؟؟
وقد ذكر ابن حجر رحمه الله في شرحه لهذا الحديث ما يوحي بصحة ما نقوله :
(واستدل به ابن التين لقول مالك بلزوم الظهار من الإماء بناء على أن المراد بالزائدتين على التسع مارية وريحانة وقد أطلق على الجميع لفظ نسائه تعقب بأن الإطلاق المذكور للتغليب كما تقدم فليس فيه حجة لما ادعى واستدل به ابن المنير على جواز وطء الحرة بعد الأمة من غير غسل بينهما ولا غيره والمنقول عن مالك أنه لا يتأكد الاستحباب في هذه الصورة ويمكن أن يكون ذلك وقع لبيان الجواز فلا يدل على عدم الاستحباب . )

ثالثها : تفسير الاية الكريمة على انها ريحانة رضي الله عنها هو ايضا من التكلف و الاجتهاد لانه لم يقع التصريح بل هو اخبار عن حكم قراني و ليس بالضرورة ان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم فهو جائز له و لكن ليس بواجب.
و قد احل الله عز وجل المراة التي تهب نفسها للنبي عليه الصلاة و السلام وذلك بان تسقط حقها في المهر و تتزوج النبي عليه الصلاة و السلام بدون مهر و مع ذلك فلم يفعله النبي صلى الله عليه واله وسلم

نقرا في تفسير الطبري رحمه الله :
(حدثنا أبو كريب قال : ثنا يونس بن بكير ، عن عنبسة بن الأزهر ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال لم يكن عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – امرأة وهبت نفسها .)
فان قيل الاية وردت بالماضي و اية وهب المراة للنبي صلى الله عليه واله وسلم وردت ب(ان وهبت) و هي لا تفيد اليقين و لكن الاحتمال على المشيئة (ان ارادت) بينما لما تحدثت الاية عن ملك اليمين استخدمت صيغة الماضي (افاء).

و هذا ايضا مرودود لانه حديث حكم قد يقع في المستقبل بصيغة الماضي وقد بدات الاية الكريمة بصيغة الماضي ايضا
و نقول ان الاية قد لا تنحصر في ريحانة بل قد تنطبق كما هو معلوم على جويرية و صفية رضي الله عنهما و ان تزوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انه سباهن اولا – قال البغوي في تفسيره :
(وله – عز وجل – : ( يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن ) أي : مهورهن ، [ ص: 363 ] ( وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك ) رد عليك من الكفار بأن تسبي فتملك مثل صفية وجويرية ، وقد كانت مارية مما ملكت يمينه فولدت له إبراهيم ( وبنات عمك وبنات عماتك ) يعني : نساء قريش ( وبنات خالك وبنات خالاتك ) يعني : نساء بني زهرة ( اللاتي هاجرن معك ) إلى المدينة فمن لم تهاجر منهن معه لم يجز له نكاحها . )

&الخلاصة :
لا تصح قصة سبي النبي صلى الله عليه واله وسلم لريحانة و لا زواجه صلى الله عليه واله وسلم منها سنداً.
ومن ناحية المتن ، فإن متون الروايات متضاربة كما ذكرنا سابقا .
والقرائن التي قد تصحح أو تحسن قصتها ايضا عليها ردود سبق وذكرناها .

الحاصل
سندا لا تصح جميع روايات القصة
و اما ان للقصة – ومع القول بأن الأسلم التوقف – مع الميل الى الراي القائل ببطلان القصة اساسا ، وقال بعض اهل الحديث : لم يثبت فيها خبر و الله اعلم.

وصلى الله تعالى وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله وصحبه
بإذن الله تعالى نلتقي في الحلقة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى