تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (724)

تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (724)

سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل .

كانت السرية كما في ارجح الأقوال في شهر شعبان سنة 6 هجرية – ودومة الجندل موضع تقطن فيه قبيلة بني كلب النصرانية، القريبة من تخوم الشام ، واسطة الصلة بين الروم في أرض الشام والعرب في الجزيرة(1).

و سبب السرية : دعوة القبائل العربية ، وخاصةً قبيلة كلب ، المتاخمة للروم بأرض الشام والتي تأثرت بالنصرانية لدين الله والتوحيد الخالص، وهذه السرية تدخل ضمن مخطط النبي -صلى الله عليه واله وسلم – في احتكاكه مع الامبراطوريَّة الرومانية(2).

استدعى النبي صلى الله عليه واله وسلم الصحابي عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه ، وقال له صلى الله عليه وسلم «تجهز فإني باعثك في سرية من يومك هذا، أو من غد إن شاء الله» – وكان على رأس عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه عمامه ، فأجلسه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بين يديه ، فنقض ( نزع) عمامته بيده ثم عممه بعمامة بيده الشريفة (وجعل لعمامته ذؤابة – أي جعل لها طرف) فأرخاه بين كتفيه من ظهره ، ثم قال «هكذا فاعتم يا ابن عوف فإنه أحسن وأعرف» (3) .

ثم أوصاه صلى الله عليه واله وسلم وصيته فقال : ” اغزُ باسم الله ، وفي سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله ، لا تغل ، ولا تغدر، ولا تقتل وليدا ” (4).

خرجت السرية حتي وصلت دومة الجندل ، ووصل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه إلى قبيلة كلب المقصودة بالسرية، فدعاهم إلى الإسلام ، فأبوا إلا السيف ، ( رفضوا الاستجابة للدعوة واستعدوا للقتال ) ولكن عبدالرحمن بن عوف لم يتعجل قتالهم وصبر ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام ، وفي اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي – أمير القبيلة ، وكان نصرانيًا ، فكتب عبد الرحمن رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم يخبره بذلك وبعث رجلًا من جهينة يقال له رافع بن مكيث، وذكر ابن عوف أنه قد أراد أن يتزوج منهم ، فكتب إليه النبي صلى الله عليه واله وسلم أن يتزوج بنت الأصبغ تماضر، فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها ، ثم أقبل بها ، وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف(5).

وصلى الله تعالى وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله وصحبه
بإذن الله تعالى نلتقي في الحلقة القادمة
_________________
1 – : “نضرة النعيم” لصالح بن حميد
2 – 3 . “الطبقات الكبير” لابن سعد
4 – نقله ابن هشام عن صحيح مسلم .
5 – “السيرة النبوية” لابن هشام