تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (716)

بقلم / جمال متولى الجمل


تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (716)

الاحداث بعد غزوة الخندق وقريظة
إســـــــــلام عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ – رضي الله عنه –
هو : عَمْرو بن العاص بن وائِل السَّهْمِي القرشي الكناني – ابوعبدالله .
كان عمرو بن العاص خصماً لدوداً لدعوة الإسلام ، ولهذه العداوة مع ماعُرف عنه من ذكاء ودهاء اختارته قُريش ليمثلها في التفاوض مع النجاشي – رضي الله عنه – ليستعيد المسلمين الذين هاجروا إليه واتخذوا من الحبشة دار أمنٍ لهم من بطش قريش وتضييقهم عليهم في دينهم .
وقد سبق الحديث بالتفصيل في ذلك .

ولكن عمرو بن العاص حينما رأي أن دعوة الإسلام آخذة في الانتشار ويسطع نوره يوما بعد يوم – وقد هزمت قُريش وكل أحزاب الشِرك التي اجتمعت في غزوة الأحزاب شرّ هزيمة ، فكّر أن يهاجر للحبشة تحسباً لفتح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لمكة ( وقد هداه ذكائه حينئذ لاستشراف دخول الإسلام لمكة وسائر جزيرة العرب ).
فخرج إلى النجاشي مرة اخري ليسكن الحبشة هروبا من فتح الإسلام المقبل الذي تأكد عمرو من حدوثه.

وسبحان الله العظيم الذي قلوب العباد بين أُصبعيه، فقد قذف الله تعالى نور هدايته في قلب عمرو بن العاص حين وصل إلى الحبشة عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ رضي الله عنه وقد أرسله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى النجاشي رضي الله عنه ، فاستئذن عمرو النجاشي في قتله ، فغضب النجاشي غضبا شديداً من طلب عمرو ، وقال له : كيف تطلب مني قتل رسول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، الذي يأتيه الوحى الذي نزل على موسي عليه السلام ، ثم دعا عمرو إلى الإسلام ، فشرح الله تعالى صدره وهدي قلبه وبايع النجاشي على الإسلام .
ويشاء الله تعالى أن يرجع عمرو إلى المدينة، ليقابل خالد بن الوليد، وعثمان بن أبي طلحة، ليسلم الثلاثة الأصحاب، يومهم هذا، بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ – رضي الله عنه – قَالَ: ” لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنْ الْأَحْزَابِ عَنْ الْخَنْدَقِ , جَمَعْتُ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا يَرَوْنَ مَكَانِي وَيَسْمَعُونَ مِنِّي , فَقُلْتُ لَهُمْ: تَعْلَمُونَ وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو الْأُمُورَ عُلُوًّا كَبِيرًا مُنْكَرًا , وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأيًا فَمَا تَرَوْنَ فِيهِ؟ , قَالُوا: وَمَا رَأَيْتَ؟ , قَالَ: رَأَيْتُ أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ فَنَكُونَ عِنْدَهُ , فَإِنْ ظَهَرَ مُحَمَّدٌ عَلَى قَوْمِنَا , كُنَّا عِنْدَ النَّجَاشِيِّ , فَإِنَّا أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْهِ , أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ , وَإِنْ ظَهَرَ قَوْمُنَا , فَنَحْنُ مَنْ قَدْ عُرِفَ , فَلَنْ يَأتِيَنَا مِنْهُمْ إِلَّا خَيْرٌ , فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا الرَّأيُ , فَقُلْتُ لَهُمْ: فَاجْمَعُوا لَهُ مَا نُهْدِي لَهُ – وَكَانَ أَحَبَّ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الْأَدَمُ (الجلد المدبوغ.) – فَجَمَعْنَا لَهُ أُدْمًا كَثِيرًا , فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ , فَوَاللهِ إِنَّا لَعِنْدَهُ , إِذْ جَاءَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ رضي الله عنه – وَكَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه واله وسلم – قَدْ بَعَثَهُ إِلَيْهِ فِي شَأنِ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ – فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ , فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: هَذَا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ , لَوْ قَدْ دَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ فَسَأَلْتُهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَانِيهِ فَضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ , رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي قَدْ أَجْزَأتُ عَنْهَا حِينَ قَتَلْتُ رَسُولَ مُحَمَّدٍ , قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَسَجَدْتُ لَهُ كَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ , فَقَالَ: مَرْحَبًا بِصَدِيقِي , أَهْدَيْتَ لِي مِنْ بِلَادِكَ شَيْئًا؟ , فَقُلْتُ: نَعَمْ أَيُّهَا الْمَلِكُ , قَدْ أَهْدَيْتُ لَكَ أُدْمًا كَثِيرًا , ثُمَّ قَدَّمْتُهُ إِلَيْهِ , فَأَعْجَبَهُ وَاشْتَهَاهُ , ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ , إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ , وَهُوَ رَسُولُ رَجُلٍ عَدُوٍّ لَنَا , فَأَعْطِنِيهِ لِأَقْتُلَهُ , فَإِنَّهُ قَدْ أَصَابَ مِنْ أَشْرَافِنَا وَخِيَارِنَا , فَغَضِبَ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا أَنْفَهُ ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنْ قَدْ كَسَرَهُ , فَلَوْ انْشَقَّتْ لِي الْأَرْضُ , لَدَخَلْتُ فِيهَا فَرَقًا مِنْهُ , ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ , وَاللهِ لَوْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَكْرَهُ هَذَا مَا سَأَلْتُكَهُ , فَقَالَ لِي: أَتَسْأَلُنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُولَ رَجُلٍ يَأتِيهِ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأتِي مُوسَى لِتَقْتُلَهُ؟ , فَقُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ , أَكَذَاكَ هُوَ؟ , فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا عَمْرُو أَطِعْنِي وَاتَّبِعْهُ , فَإِنَّهُ وَاللهِ لَعَلَى الْحَقِّ , وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ كَمَا ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ , فَقُلْتُ: فَبَايِعْنِي لَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ , قَالَ: نَعَمْ , فَبَسَطَ يَدَهُ , وَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ , ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى أَصْحَابِي وَقَدْ حَالَ رَأيِي عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ , وَكَتَمْتُ أَصْحَابِي إِسْلَامِي , ثُمَّ خَرَجْتُ عَامِدًا لِرَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه واله وسلم – لِأُسْلِمَ , فَلَقِيتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ – رضي الله عنه – – وَذَلِكَ قُبَيْلَ الْفَتْحِ – وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنْ مَكَّةَ , فَقُلْتُ: أَيْنَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ؟ قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ اسْتَقَامَ الْمَنْسِمُ (معناه تَبَيَّن الطريق , والأصل فيه من المَنْسِم , وهو خُفُّ البعير , يُسْتَبان به على الأرض أثَرُه إذا ضَلَّ) وَإِنَّ الرَّجُلَ لَنَبِيٌّ , أَذْهَبُ وَاللهِ أُسْلِمُ , فَحَتَّى مَتَى؟ , فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا جِئْتُ إِلَّا لِأُسْلِمَ , فَقَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فَأَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَبَايَعَ , ثُمَّ دَنَوْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنِّي أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يُغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه واله وسلم : ” يَا عَمْرُو , بَايِعْ , فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَإِنَّ الْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا ” , قَالَ: فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ .. ” الجامع الصحيح للسنن والمسانيد – وأصل الحديث متفق عليه .

وصلى الله تعالى وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله وصحبه
بإذن الله تعالى نلتقي في الحلقة القادمة
_________

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى