تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم ( 684)
بقلم / جمال متولى الجمل
تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم ( 684)
غزوة بني قريظة (29)
تفنيد الشبهات المُثارة حول غزوة بني قريظة
أولا : شبهة أن بني قريظة لم تمارس في الواقع عملاً عدائيا ضد المسلمين ولم يثبت ذلك في نص صحيح صريح (1) !!
*- أصحاب هذه الشبهة حتي من العلمانيين المسلمين يدعون بأن الرويات الحديثية تتكلم عن تحالف بني قُريظة مع الأحزاب ضد المسلمين ، دون أن يذكروا لهذا التحالف عملاً عسكرياً على أرض الواقع ، وغيرهم من المستشرقين أعداء الإسلام ينفون صراحةً أن بني قريظة قاموا بأي عمل يستحقون عليه العقاب الذي عقوبوا به !
** والرد على هذا الإدعاء والتزوير بسيط وهو :
المقصود من هذا التزوير هو التشويش فقط على حقيقة التصرف الخبيث الخطير الصادر من بني قُريظة تجاه الوطن الإسلامي قيادة وأرضاً وشعباً هذا أولاً .
ثانياً : هذه الشُبهة صادرة من فئتين ، الأولى : المستشرقين الذين يهدفون لتشويه الإسلام والانتقاص من الجناب النبوي الشريف وسيرته المطهّرة .
الثانية : المنكرون لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشرّفة ، الذين يهدفون إلى تنحيتها عن التشريع الإسلامي لتفريغ الإسلام من حياة الأفراد والمجتمعات ، تحت زعم وإدعاء الاستغناء بالقرآن الكريم وحده .
وقد تحدثنا كثيرا عن ضلال الفئتين كثيراً فيما سبق .
فإذا نحينا تزوير هؤلاء وهؤلاء جانباً سيبقي
السؤال : هل تريدون منا تصديق تزويرهم والتسليم له ، في حين أن لدينا نصوصاً صريحةً صحيحة تخبرنا بأن بني قُريظة حاربت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والمسلمين .
ويكفينا جدا من هذه النصوص الصحيحة الصريحة الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ( مما يعني انه في أعلى درجات الصحة ) والذي فيه نصاً : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ” حاربت النضير وقريظة فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة ” .
وهنا سيبرز سؤالهم أيضاً : وما هو مظهر هذه الحرب غير ما قلنا انه تحالف وتجسس لصالح الأحزاب ؟
وخاصة أن بني قريظة حتي غزوة الأحزاب يُفترض انها فئة وطائفة من كيان وطن المدينة ، وقد أعلنت الحرب بنقضها للعهد بحسب ماجاء في شرح الرويات التاريخية ورويات السيرة حتي وإن لم يقطع بصحتها، فقد أخذنا بها للاستئناس شرحاً للحديث السابق الصحيح الذي ينص على أن بني قريظة حاربت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والمجتمع الإسلامي .
فضلاً عن الحديث الصحيح التالى والذي سبق ذكره وشرحه :
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ” .. فَلَمَّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وسلَّمَ مِنَ الخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ، فَاغْتَسَلَ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ – عليه السلام – وَهو يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الغُبَارِ، فَقالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ وَاللَّهِ، ما وَضَعْنَاهُ اخْرُجْ إليهِم، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وسلَّمَ: فأيْنَ؟ فأشَارَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَاتَلَهُمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه واله وسلَّمَ .. ” صحيح مسلم
*- وهذا الحديث يؤكد حقيقة أخري وهي :
أن الأمر بقتال بني قريظة لم يكن اجتهاداً من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، ولا من جيشه، بل كان أمراً إلاهياً نزل به الأمين جبريل عليه السلام ، مما يؤكد أن الإدعاء من المزورين العلمانين والمستشرقين بأن بني قُريظة لم يرتكبوا جُرماً ولم تثبت إدانتهم وِفق الرويات الصحيحة ، وأن رويات الإدانة لهم كلها مرسلة ( مما يعني ضعفها ) (١)
وصلى الله تعالى وسلم وبارك على سيدنا رسول الله واله وصحبه
بإذن الله تعالى نلتقي في الحلقة القادمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إدعي هذا الإدعاء فضلا عن المستشرقين – سيد القمني في كتابه – حروب دولة الرسول صلى الله عليه واله وسلم .
و د . نور الدين ابولحية في كتابه مجزرة بني قُريظة بين القيم القرآنية والتدليس التاريخي.