تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (706)
بقلم / جمال متولى الجمل
تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (706)
الاحداث بعد غزوة الخندق وقريظة
سرية محمد بن مسلمة إلى بني القرطاء :
كانت العشائر النجدية من أجرأ العناصر البدوية الوثنية على المسلمين ؛ لأن النجديين أهل قوة وبأس وعدد غامر، وقد رأينا كيف أن العمود الفقري لقوات الأحزاب الضاربة كان من هذه القبائل النجدية ، حيث كان رجال هذه القبائل الشرسة يشكلون الأغلبية الساحقة من تلك القوة الضاربة ، ستة آلاف مقاتل من قبائل نجدية متعددة، كانت ضمن الجيوش المتحالفة في الاحزاب لحرب المسلمين – كما مرّ بنا –
ولأن رسول الله صلى الله عليه واله ةسلم قرر بعد الأحزاب وقريظة ، ونتيجة لهزيمة هذا التحالف العسكري الواسع كما قال ” الآن نغزوهم ولا يغزوننا ” .
وتغيّرت استراتيجية المسلمين العسكرية من الانتظار والتمهل حتي يبدء العدو في تنفيذ خطة هجومه عليهم ، أو كما هو معروف في المصطلح العسكري تبديل وتغيير الخطة العسكرية من مجرد الدفاع إلى الإستباق بالهجوم على العدو وذلك بعد مرور خمس سنوات من عمر دولة الإسلام التي وادعت الجميع ولم تُشِن حرباً أو تهاجم عسكرياً أحداً خلالها.
وكان النشاط العسكري لدولة الإسلام فيما سبق السنة السادسة من الهجرة يدور حول الدفاع عن النفس وصدّ الهجوم ، أو العمل على استرداد بعضاً من حقوق المهاجرين المسلوبة من المكيين.
أما وأن التفكير الوثني قد عمل على التجمع والتجميع والتحزب ضد المسلمين من ناحية ( الاحزاب ) ، والعمل على ضرب المدينة من الداخل ( الاتفاق مع يهود قريظة لضمها لخطة الاحزاب ) .
فمن الواجب المبادرة لفرض هيبة الدولة الإسلامية ، وإظهار قوتها التي لا تسمح بترك أي تهديد لها .
من هنا بدأت أول حملة عسكرية أمر بها النبي صلى الله عليه واله وسلم لتأديب بعضاً من مكونات الأحزاب ضده.
فكانت تلك الحملة التي جردها على القبائل النجدية من بني بكر بن كلاب الذين كانوا يقطنون القرطاء على مسافة ( 300 كيلوا متر حاليا) من المدينة.
ففي أوائل شهر المحرم عام ست للهجرة وبعد الانتهاء مباشرة من القضاء على يهود بني قريظة وجه صلى الله عليه واله وسلم سرية من ثلاثين من أصحابه كان أميراً عليهم محمد بن مسلمة – رضي الله عنه – لشن الغارة على بني القرطاء من قبيلة بكر بن كلاب ، وذلك في العاشر من محرم سنة 6هـ .
وحينما داهمهم المسلمين ، لم يتعرض لهم من القبيلة إلا عشرة قتلوا جميعاً ، و أنزل الله تعالى في قلوب الرهبة في البقية ففروا أمام المسلمين حتي أنهم تركوا نسائهم واطفالهم ، فلم يتعرض المسلمون لأيٍ منهم .
وغنم المسلمون إبلهم وماشيتهم ، وجاء في بعض التقديرات أن الإبل كانت ( 150 ) والأغنام كانت (3000) .
ولكن الغنيمة والنصر الأهم الناتج عن هذه السرية أن سادت هيبة المسلمين في نفوس الأعراب والقبائل المحيطة بالمدينة والبعيدة عنها .
ويروي في بعض الروايات أن هذه السرية وفي طريق عودتهم أسروا ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة ، ولكن الراجح أن آسره كان بعد خيبر .
فسنتكلم عنه في حينه .
وصلى الله تعالى وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله وصحبه
بإذن الله تعالى نلتقي في الحلقة القادمة
____________