الزبير بن العوام -حواري رسول الله
بقلم المهندس / محمد صلاح
الزبير بن العوام -حواري رسول الله
«إن لكل نبي حواريا، وحواري الزيير، (رسول الله ﷺ) »
هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، ويجتمع مع النبي ﷺ في قصي، وهوأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد أصحاب الشورى، أسلم وهو حدث وله ست عشرة سنة، ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله ﷺ.
أن تكون ابن عمة رسول الله ﷺ فهذا شرف كبير، وأن تكون عمتك أخت أبيك هي خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها زوجة رسول الله فيالك من محظوظ، وأن تكون زوجتك بنتا للـصديق وأختا لعائشة زوجة رسول الله فأكرم بهذا النسب، وأن تكون أحد العشرة المبشرين بالجنة فحيهلا بك وبالتسعة، وأن ينزل جبريل الأمين بهيأتك ومعه خمسين ألف ملك كلهم على نفس صورتك فهذا شرف ما بعده شرف، وأن يكون خالك حمزة وابن خالك
علي وابن خالك الأخر عبد الله بن العباس فأنت أشرف الناس نسبا، وأن تكون حواري سيد الخلق فهذا قمة التشريف والتبجيل،
ولكن أن يجتمع هذا الشرف كله في إنسان واحد فاعلم أنك تتحدث عن رجل واحد فقط، إنك تتحدث عن البطل المقدام،
والفارس الهمام، والصائم القوام، إنك تتحدث عن حواري خير الأنام، إنك تتحدث عن
(الزبير بن العوام)!
وإذا أردت أن تعرف لماذا كان الزبير حواريا لرسول الله
ارجع معي إلى السنوات
الأولى من البعثة النبوية الشريفة، وانتقل بروحك إلى مكة المكرمة….هناك في شوارعها
يرى الناس غلاما صغيرا يمد الخطى شاهرا سيفه والشرر يقدح من عينيه كأنه شبل ليث
مفترس، فيتعجب الناس من أمر هذا الفتى الصغير المشهر سيفه أمامه كأنه كتيبة كاملة
من الأبطال، فيصيح الناس بدهشة بالغة: الغلام معه السيف! الغلام معه الـسيف! وبينما
هذا الغلام يمد خطاه في شوارع مكة وإذ برسول الله يراه في هذه الهيأة العجيبة، فيسأله
بعجب: مالك يازبير.. فيرتشف الفتى الصغير من أنفاسه ما ينعش به روحه ويقول:
سمعت يا رسول الله أنـك أجذت وقتلت! فينظر رسول الله ﷺ بحنان إلـى عيناه
الصغيرتين ويقول له: فماذا كنت صانعا؟! فيقول الزبير بن العوام بكل حزم: جئت صرب بسيفي من أخذك!
ومن شوارع مكة إلى ضواحي المدينة، هناك عند جبل أحد، هناك تحت شمس الصحراء القاحلة عند بدء المعركة وقبل أن يلتحم الجيشان وقف مارد ضخم هو أعظم فارس في جيش الكفار اسمه (طلحة بن أبي طلحة العبدري) والذي كان يطلق عليه لقب اكبش الكتيبة؟ لشدة بأسه وضراوة قتاله، فتقدم هذا الوحش البشري راكبا على جمل ضخم حاملا راية المشركين في يده وهو ينادي في المسلمين طالبا رجلا منهم ليبارزه،
عندها برز من بين كثبان الصحراء القاحلة وأشعة الشمس الملتهبة، هناك من بين شبات
محمد… انبثق من بين أسنة السيوف اللامعة ورؤوس الرماح الشامخة شاب مفتول
العضلات طويل القامة عريض الكتفين يمد الخطى بكل ثقة باتجاه كبش الكتيبة وكأنه
البرق الخاطف، إنه هو هو ذلك الغلام الصغير الذي حمل سيفه قبل عدة سنوات ليذود
به عن ابن خاله…إنه حواري رسول الله ﷺ ….إنه البطل الزبير بن العوام!
فلما صار هذا البطل أمام الجمل الضخم وفوقه أعظم فرسان العرب، قفز الزبير فوق الجمل كالفهـد الجارح وجذب بذراعيه القويتين الجمل وصاحبه نحو الأرض وبرك فوق كبش الكتيبة،
وأمسك برأسه المخيف فجزها جزا ليجعل من صاحبها جسدا بـلا رأس، عندها نظر رسول الله ﷺ إلى ابن عمته صفية بكل فخر واعتزاز، فرفع صوته ونادى: الله أكبر !
ومن أُحد نتجه شمالا من المدينة المنورة حتى نصل إلى اليرموك في بـلاد الشام،
هناك يتعجب الروم من فارس ملثم يتقدم وحده بفرسه قبل بدء المعركة كالـصقر الكاسر، ليخترق جيش الرومان بفرسه وفي يده اليمنى سيف وفي يده اليسرى سيف آخر يحارب بهما معا، لتتطاير رؤوس الروم عن اليمين وعن الشمال، لقد كان هذا الفـارس الملثم هو الزبير بن العوام!
ومن الشام إلى مصر……. هناك في قلب مصر تحصن الروم في حصن بابليون»
المنيع لمدة سبعة أشهر عجز فيها جيش (عمرو بن العاص) من إحداث أي اختراق فيه،
عندها قرر الفاروق عمر أن يحل هذه المشكلة، فأرسل إلى عمرو مددا يحتوي على رجال المهمات الصعبة في الجيش الإسلامي، من بينهم محمد بن مسلمة والزبير بن العوام، فما إن وصل الزبير حصن بابليون، حتى تفاجأ الـروم، بفارس عظيم البنيـان،
مفتول العضلات، لم يحددوا إن كان إنسيا أم مخلوقا من عالم آخر، يتسلق الحصن كأنه مارد يشق الأسوار شقا بيديه، وما هي إلا ثوان معـدودة حتى أصبح ذلـك العملاق الإسلامي فوق أعلى نقطة في الحصن، وعند هذه اللحظة.. رفع هذا المغامر المقدام سيفه في عنان السماء وصاح بصوت زلزل الأرض كهزيم الرعد: الله أكبر!
عندها هرع الروم من ثكناتهم من هول ذلك المنظر العجيب، لقد كان هذا العملاق هو نفـسه
ذلك الرجل الذي نزل جبريل عظيم الملائكة بهيأته، لقد كان هذا البطل هو حواري
رسول الله ﷺ، إنه البطل الإسلامي العملاق الزبير بن العوام رضي الله عنه.
رضى الله عن حوارى رسول الله ﷺ ( الزبير بن العوام ).