فُرصة اليقظة العربية التي يجب أن تمتد (1)
بقلم / جمال متولى الجمل

فُرصة اليقظة العربية التي يجب أن تمتد (1)
على غيرة العادة نبدأ بسؤالين :
السؤال الأول :
هل العالم العربي في حالة يقظة ؟
والإجابة :
في رأيي – مؤكد .. وإلا فمنذ متي تطلب أمريكا من الأردن وجوبا باستقبال اللاجئين والأردن يقول وجهاً لوجه – هناك خطة مصرية مغايرة لذلك فسننتظرها!! .
(مع ماهو معلوم من تاريخ الأردن وعلاقته الامريكية الغربية !!)
وبعيداً عن المجاملات وتبريرات مواقف الأنظمة – منذ متي ومن بعد السبعينات وجدنا مصر تختار فرض جدول اعمالها في الزيارة الأمريكية على غير رغبة رئيس أمريكا نفسه وبشكل مباشر ، فإن لم يُستجاب لها تلغي مصر الزيارة ( مع ماهي عليه من ظروف اقتصادية صعبة ) .
الاستجابة السريعة من مجموع العالم العربي والاصطفاف العملى النادر خلف الموقف المصري المناهض لخُطة الصهيوأمريكا ، فيما يسمي بالشرق الأوسط الجديد .
السؤال الثاني :
ماهو الامتداد الفاعل لهذه اليقظة ؟
الإجابة : وبشكل مباشر أيضاً
التفعيل الجاد لاتفاقية الدفاع العربي المشترك .
الشروع في استكمال مشروع إنشاء محكمة العدل العربية .♦️ أعلم أن الحديث في هذا الوقت عن تأسيس وتفعيل مؤسسات عربية جادة تنبثق من الجامعة العربية ( المريضة ) ، ربما يُقابل بتعجب شديد من كل عالم بحال العالم العربي شديد الضعف والاهتراء .
ولربما يوسمني البعض بغيابى عن الواقعية وأني أعيش أحلام يقظة ، ومؤكد أن هذا البعض له عُذره ، وتراكم (الخُذلان العربى) مع ( فقدان الثقة ) في فاعلية دور الجامعة العربية يسمح بهذا العُذر .
ولكن ليسمح لى ( الجميع ) بالتذكير بأمرين هامين ..
الأول : المقولة الصحيحة التي تقرر بأنه يسع المثقف ما قد لا يسع الحكومات .
( وأنا لا أدعي انتسابى لفئة المثقفين ولكني اجتهد أن يكون لى رأياً وصوتاً مُعبراً عن طموح الأمة وأمالها ) .
لذلك فالواجب علىّ في هذا الوقت الحساس ان اعبر تعبيراً واضحاً صادقاً عن الحال الأمثل المأمول من شعوبنا العربية – بغض النظر عن حال سلطاتها وأنظمتها – وبالطبع المطالبة ستكون مما يمكن إنجازه لو صدقت النوايا ..
وليس من المستحيل انجازه مع الواقع المشتت .
فأنا هنا لن أطالب بإقامة مشروع الوحدة العربية المنصوص عليها بشكل أو اخر ويا للعجب في غالب الدساتير العربية !! إذ من المعلوم أن هذا الطلب لا يمكن أن يحقق في ظل هذا الوضع الهش .
هذه مقدمة ربما تكون طويلة – لكن الأمر فعلا هذا وقته ويومه وليس الغد ..
انا ممن يرون أن الأمة الآن في ( لحظة ) إفاقة – بشكل ما – وبدأت في إزاحة جزء من حالة التبعية.
وهناك مشروعات عربية عظيمة ( أُنجزت فعليا على الورق ) كاتفاقية الدفاع المشترك التي وُقعت بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في 17 يونيو 1950، وتهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين الدول العربية للدفاع المشترك ضد أي اعتداء خارجي.
لماذا الان هذه الاتفاقية ؟
العالم العربي في جزء مهم منه اصبح مستباحاً للعدو ، دعك ( مع اولوية أهميتها في المرتبة الأولى – من الدمار المستمر على أهلنا في فلسطين ، وإن كان البعض من المتخاذلين يبرورنه ( كذباً بخطأ ) حماس ، فما هو مبرره الآن في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية هي صاحبة السيادة والإرادة (والسعادة) والريادة ( والربابة ) فيها ؟!
ولكن كيف الحال بلبنان ومع الاتفاقيات ( والتفاهمات ) الفرنسية الامريكية وطيران الكيان الصهيوني
يُحلِق – ليس في سماء جنوب لبنان اثناء جنازة نصر الله القائد السابق لميليشيات حزب الله الإيرانية فيه ، بل حلقت هذه الطائرات في سماء بيروت (العربية) نفسها .
في مشهد خزي وإنكسار للعرب جميعا وليس لما يسمي بحزب الله ، أو الدولة اللبنانية العربية الشقيقة .
فضلاً عن تكرار القول من الأمين العام لما يسمي بحزب الله اثناء جنازة سَلَفيه : نحن أبناء ملالى إيران
الخميني والخامنئي!!
مما لا يمكن قبوله في أي وطن عربي يحترم أرضه وحدوده وشعبه وسلطاته.
أضف إلى أن الكيان الصهيوني قام مؤخرا باحتلاله لأرض جنوب دمشق والتي بينها وبين العاصمة العربية العريقة (دمشق) مجرد أمتار ، وتصريحات النتن ياهوا التي يدعي فيها أنه سيحمي دروز سوريا ( العرب ) من حكومة سوريا .
كل ذلك ومع اليقظة العربية يتوجب تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك المذكوره – فهي أهم الوسائل لعودة المنعة العربية ، والخروج من حالة الإنكسار والهُزال العربي .
أهم بنود الاتفاقية :
1▪︎ التزام الدفاع المشترك:
تلتزم الدول الأعضاء باعتبار أي اعتداء على إحداها اعتداءً على جميع الدول الأعضاء.
تتخذ الدول الأعضاء جميع التدابير لمواجهة هذا الاعتداء، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية.
2▪︎ التنسيق العسكري:
تشكيل هيئة استشارية عسكرية تتكون من ممثلين عن جيوش الدول الأعضاء لتنسيق عمليات الدفاع المشترك.
3▪︎ تعزيز التعاون العسكري عبر تبادل الخبرات والمساعدات الفنية والتدريبية.
4 ▪︎ التزام الدول بتنفيذ الاتفاقية:
تلتزم الدول الأعضاء بعدم الدخول في أي اتفاقات تتعارض مع هذه الاتفاقية.
مع ضرورة التشاور والتنسيق في المسائل التي تخص الأمن القومي العربي.
5▪︎ تعزيز الأمن الجماعي للدول العربية.
توفير آلية للتعاون العسكري في مواجهة التهديدات الخارجية.
هذه الاتفاقية كفيلة عند تفعيلها بإظهار العين الحمراء للكيان الصهيوني بل وإيران وحتي تركيا
وثلاثتهم من اصحاب المشاريع والخطط للعالم للعربي .
وبإذن الله للحديث بقية