تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (704)

بقلم / جمال متولى الجمل

تعرف على حبيبك النبي صلى الله عليه واله وسلم (704)

الاحداث بعد غزوة الخندق وقريظة
قُدُومُ وَفْــــــــــدِ مِزينة (2):

*- أصل تسمية القبيلة – مُزينة – بالضم – أو مِزينة – بكسر الميم :
قَالَ قُرَّةُ بْنُ إِيَاسٍ: «أَبُو مُعَاوِيَةَ بْنُ قُرَّةَ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَمُزَيْنَةُ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا مُزَيْنَةُ بِنْتُ كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ» مسند ابن الجعد .

*- الإقتداء والتأسي برسول الله صلى الله عليه واله وسلم في العادات .
معلوم أن التأسي برسول الله صلى الله عليه واله وسلم- يدور بين الواجب والمستحب في العبادات .
وكذلك من المستحب الاقتداء والتأسي به صلى الله عليه واله وسلم ولو في العادات
لكن دون إلزام الغير بهذا التأسي ، وعلى ألا تكون العادة مما تخلق الشبهات او استهجان السنن المستحبة في العبادات .
وبالطبع ليس لأحد أيضا أن ينكر على المقتدي.
دل على ذلك الحديث التالى وفيه شهادة عروة لمعاوية بن قرة وابنه بالتزام عدم غلق ازرار ثوبهما صيفاً ولا شتاءاً .
عن معاوية بنُ قُرَّة قال حدَّثني أبي، قال: أتيتُ رسولَ الله – صلَّى الله عليه واله وسلم – في رهْطِ مِنْ مُزَينةَ، فبايعناه، وإن قميصَه لمطلَقُ الأزْرَارِ، قال: فبايعتُه ثم أدخلتُ يدي في جَيْبِ قميصِه فمسِسْتُ الخاتِمَ، قال عُروة: فما رأيتُ معاويةَ ولا ابنَهُ إلا مُطلِقَيْ أزرارهِما قطُّ في شتاءِ ولا حَرٍّ، ولا يَزُرَّان أزرارَهما أبداً ” صحيح سنن أبي داود وابن ماجة .

*- من فضائل قبيلة مُزينة:
عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ :
“أسْلَمُ، وغِفارُ، وشيء مِن مُزَيْنَةَ وجُهَيْنَةَ -أو قال: شيءٌ مِن جهينَةَ أو مُزَيْنَةَ – خير عند اللهِ -أو قالَ: يومَ القيامةِ- من أسدٍ، وتميمٍ، وهوازِن، وغَطَفانَ” صحيح البخاري
عَنْ أَبِي بِشْرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَأَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَبَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ» مسند ابي داود الطيالسي ، وفي رواية في فضلهم .
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُزَيْنَةُ، وَجُهَيْنَةُ، وَغِفَارٌ، وَأَسْلَمُ، وَأَشْجَعُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ بَنِي كَعْبٍ مَوَالٍ دُونَ النَّاسِ، وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَاهُمْ» مسند ابن ابي شيبة .

*- أخر الناس حشراً يوم اللقاء من قبيلة مُزينة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «يَتْرُكُونَ المَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ ( على أحسن حال كانت عليه من قبلُ) ، لاَ يَغْشَاهَا (لا يأتيها) إِلَّا العَوَافِ – يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ – (الظاهر أن هذا الترك للمدينة يكون في آخر الزمان، عند قيام الساعة) وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ، يُرِيدَانِ ج( يأتيان برعيهم ) المَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ (يصيحان بصوتهما ، مناديان على أغنامهما) بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا ( أي المدينة ) وَحْشًا (خالية من جميع الناس) ، حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الوَدَاعِ ( مكان من المدينة – ويقال : اذا وصلا إلى ثنية الوداع، وذلك قبل دخولهما المدينة بلا شكّ، فيدلّ على أنهما وجدا التوحش المذكور قبل دخول المدينة) ، خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا» (1) متفق عليه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ” آخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَجُلَانِ: رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَآخَرُ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَيَقُولَانِ: أَيْنَ النَّاسُ؟ فَيَأْتِيَانِ الْمَسْجِدَ فَلَا يَرَيَانِ إِلَّا الثَّعْلَبَ، فَيَنْزِلُ إِلَيْهِمَا مَلَكَانِ فَيَسْحَبَانِهِمَا عَلَى وُجُوهِهِمَا حَتَّى يُلْحِقَاهُمَا بِالنَّاسِ “تاريخ المدينة لابن شيبة .

من دروس لقاء هذا الوفد برسول الله صلى الله عليه واله وسلم :
*- إكرام الرسول صلى الله عليه واله وسلم لمن يِفَدْ ( يأتي) إليه .
*- تواضع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بسماحه لأحد أعضاء الوفد أن يدخل يده خلف ظهره ليمس خاتم النبوة الشريف .
*- مطالبة الرعية لولى الأمر بسد جوعهم وحاجتهم الملحة من الطعام وغيره – كما طلب الوفد من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اطعامهم.
*- معجزة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بتكثير التمر حتي ياخذ منه مايزيد عن الاربعمائة شخص ودون أن ينتقص من أمامهم، مع انه في أصله لم ليكفي ولا أقل القليل منهم كما ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
*- إحياء الارض الميتة ( الأرض غير المستغلة) ومنحها لمن يستطع احيائها بزراعتها او استثمارها وحُسن استغلالها .
*- البعض من أهل العلم اجاز لولى الأمر منح الأرض او المعادن لمن يشاء .
ونقول : أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان ولياً للأمر رسولاً – فتصرفه مأذون له فيه من رب العالمين .
ومن بعده الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم كانوا مفوضين من قِبل الأمة بالتصرف في شؤون البلاد والعباد مع منح الخلفاء الحق للأمة في مسائلتهم ومحاسبتهم دون اعتراض او امتعاض.
أما اليوم وفي الزمن المعاصر ، فإن ولى الأمر لم يتولى ولايته إلا وفِق عقد اجتماعي وسياسي بينه وبين الشعب ( الدستور ) وهذا العقد نص على أن ألارض وماعليها وما فيها ملك للشعب وليس لولى الأمر التصرف فيها إلا بإذنه – وقد ترتب على هذا العقد وجوب وجود أهل الحل والعقد كنواب عن الشعب فيما اسموه ( مجلس الشعب او مجلس النواب او مجلس الأمة – وهو المجلس المنوط به رقابة ومحاسبة منظومة الإدارة والحكم ) .
وبذلك فالحكم تغير – ولا يجوز لولى الأمر في زمننا منح احد او جهة خاصة أرضا او غيرها من أموال الشعب وملكه إلا بإذن نواب ووكلاء الشعب ، وإلا لكان الحاكم بغير ذلك مستغلاً لمنصبه في غير ما أُوكل إليه ، بل وحينئذ يكون قد حنث بيمنه الغموس الذي يقسم فيه على رعاية مصالح الشعب.

وصلى الله تعالى وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله وصحبه
بإذن الله تعالى نلتقي في الحلقة القادمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال الحافظ ابن حجر : قوله: “يتركون”، قال السندي: بالغيبة، أي: الناس، أو بالخطاب لأهل المدينة، لا بأعيانهم، قال الحافظ ابن حجر: الأكثر على الخطاب.
وقوله: “على خير ما كانت”، أي: على أحسن حال كانت عليه من قبل … ثم ذكر أقوال العلماء في زمن وقوع ذلك، فمنهم من قال: قد وجد ذلك حيث صارت معدن الخلافة ومقصد الناس، وحملت إليها خيرات الأرض، وصارت من أعمر البلاد، فلما انتقلت الخلافة عنها إلى الشام ثم إلى العراق وتغلبت عليها الأعراب، تعاورتها الفتن وخلت من أهلها، فقصدتها ، العوافي، ومنهم من اختار أن الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة، ورجح الحافظ ابن حجر الثاني منهما.
وقوله: “لا يغشاها”، قال السندي: أي: لا يسكنها، وقوله: “إلا العوافي”، جمع عافية: وهى ما يطلب القوت من السباع والطيور.
و”ينعقان”، أي: يصيحان ، و”حشرا”، قال: أي: أميتا ، وثنية الوداع: موضع بالمدينة من جهة الشام.
و تعليق مصطفى البغا :
(على خير ما كانت) من العمارة وكثرة الثمار وحُسن المنظر. (يغشاها) يسكنها ويأتي إليها. (العواف) جمع عافية وهي التي تطلب القوت والرزق من الدواب والطير (ينعقان) يصيحان. (وحشا) خالية ليس فيها أحد. (ثنية الوداع) عقبة عند حرم المدينة من جهة الشام سميت بذلك لأن الخارج من المدينة كان يمشي معه المودعون إليها. (خرا على وجوههما) سقطا ميتين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى